ما يجرى من عدوان وتعدي همجي على اهلنا في غزة واستباحه لدماء الاطفال والنساء وكبار السن وتدمير للمستشفيات والمساجد والمدارس , ما هو الا مشهد متكررللعدوان البربري على الارض والانسان في فلسطين , وما يرافقه من استباحه للاماكن المقدسة وخاصة في الاقصى الشريف .
والتاريخ الاجرامي الحافل للصهيونية من مذابح في صبرا وشاتيلا وغيرها الكثير من المذابح والتعديات , كل هذا يؤصل نزعة اجرامية وعدوانية تؤكد ما تعانيه الشخصية الصهيونية من اضطرابات واختلال في سلوكاتها
وهذا ليس غريباً على اليهود الذي يحفل سجلهم التاريخي بالقتل والتدمير واغتصاب حقوق الغير امتثالاً للتعاليم التلمودية المتطرفه التي افرزت شخصية غير متوازنة نفسياً واجتماعياً وانفعالياً وتتصف بمجموعة من المشكلات والمظاهر المرضية من المنظور النفسي .
وأول هذه الاشكال المرضية (البارانويا) وهو ما يسمى جنون العظمة
وقد اكد فرويد عالم النفس اليهودي الأصل هذا الامر وأيده الكثير من علماء النفس , وهذا المرض تجّذر لديهم باعتقادهم انهم شعب الله المختار وان بقية الشعوب هم ادنى منهم وهم خدم لهم .
واحتقار الغير هو من صلب تعاليمهم غير القابلة للنكران , وقد صاحب هذا المرض مجموعة من الاضطرابات النفسية , مثل العدوانية , والانطوائية ، الاغراق في المادية ، التعلق في الحياة ، نقص الحس الاجتماعي والاخلاقي ، الكذب والتضليل ، المراوغة، تزييف الحقائق . وعلى رأس هذه الاضطرابات (التوحد بالمعتدي) والذي يعتبر من اخطر الاضطرابات النفسية ، فالتنشئة الاسرية للطفل اليهودي حافلة بالاساطير والبطولات والخزعبلات التي ترسخ مفهوم التعالي لليهود على غيرهم .
ويفاجأ الطفل اليهودي عندما يخرج من هذه الاوهام بأنه محتقر من الجميع على عكس ما تشّربه من (الجيتو) , وهذه الصدمة تؤدي الى التمرد والمنافسة ولو على حساب الغير دفاعاً عن (الانا) المشوشة والمشوهة لديه , والسعي لاثبات الذات , وافضل وسيلة لاثبات الذات يتأتى من خلال السلطة .
وافضل ادوات السلطة عند اليهود هو جمع الثروة والتي تعتبر الأفضل لاختراق المجتمعات والسيطرة عليها والتحكم في مقدراتها، وهذا يدعم البرانويا لديهم .
وقد بنوا دولتهم المزعومة بدعم دولي على حساب اصحاب الأرض شعب فلسطين وبالتفوق العسكري الذي يعتبر وسيلة اساسية لإثبات ذواتهم وبأنهم الافضل والاقوى , وهذا خلصهم مرحلياً من عقدة الدونية والاحتقار التي تعرضوا لها اين ما وجدوا ، حيث اصبح لهم كيان ودولة فرضت نفسها بالقوة .
وقد اجمع علماء النفس المشهورون (فرويد)، (يونغ)، (زيور) وغيرهم ان البرانويا (جنون العظمة) مرض شائع لدى جميع اليهود عبر التاريخ لاعتقادهم انهم شعب الله المختار. ونظرتهم لغيرهم بالدونية جعلت تعاملهم مع غيرهم من هذا المنظور، مما اثار الشعوب عليهم .
فسلوكاتهم هذه هي السبب فيما تعرضوا له من حرق وتهجير وتشرذم ، لأنهم تمردوا لاثبات ذواتهم بسبل لا اخلاقية نابعة عن مشاعر عدوانية مكبوتة يفجرونها غيظاً وعدوانية بعيدة عن الانسانية , كما فعلوا في غزة . فالتوحد بالمعتدي يجَمع عليه خليط المجتمع الصهيوني غير المتجانس اصلاً، فعلماء الاجتماع يؤكدون ان الكيان الصهيوني خليط لقيط من العالم فيه قوميات وجنسيات متعددة ، الا انهم في نهاية المطاف يتوحدون في الانطوائية ، والتمركز حول الذات ، والتوحد بالمعتدي، فطالما انت يهودي اذاً انت تعاني من الظلم والعدوان عليك رغم انك الأفضل والأسمى ، لذا لزاماً ان ترد الظلم الذي تم ممارسته عليك ، وتحقق وجودك بكافة السبل .
وهذا ما فعلوه في مذابح دير ياسين وصبرا وشاتيلا وجنين ونابلس و غزة الان .
وقد صرح احد قادتهم العسكريين ان اسرائيل بحاجة لخوض حرب كل حقبة زمنية لتأكيد وجودها وقوتها وهيبتها ، وهذا يؤكد الاضطراب الذي تعانيه الشخصية الإسرائيلية والضعف في الروح المعنوية والرغبة الكامنة بالعدوان والتدمير والإيذاء .
والمذابح المستمرة للكيان الصهيوني خير شاهد على هذه النزعة اللاانسانية التي تؤكد فقدان الحس الأخلاقي لديهم فالغاية تبرر الوسيلة.
وهذا يوضح ايضاً نزعة التخصيص لدى اليهود بحيث يكون اليهودي مسؤولاً امام الرب عن ايذاء اخيه اليهودي فقط اما غير اليهودي مباح غشه وسرقته وحتى قتله .
هذه هي الشخصية اليهودية المتغطرسة المضطربة نفسياً واجتماعياً وخلقياً ودينياً. ودورنا كأمة ان نوظف كل امكاناتنا السياسية والاعلامية لتغيير صورتها النمطية للعالم انها على حق , ونبين بأسلوب مضاد انها كيان معادٍ للإنسانية كيان قائم على مصائب وويلات وسحق الآخرين والشواهد بائنة فيما يرتكبه ابناء القرده والخنازير في غزة .
د. نزار شموط